ومن شدة حرص الوزير الأول المعين عباس الفاسي (من العين وليس التعيين)، على صحة المغاربة فقد فكر في تحويل وزارة الصحة إلى مجرد كتابة في الدولة ملحقة بوزارة ستتسلمها الوزيرة الضاحكة ياسمينة بادو. ومن المنتظر أن يتسلم نص وزارة هذه كاتب الدولة الماشط شعره بالدهنة سعيد أولباشا.
وهكذا ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه المغاربة إصلاح قطاع الصحة العمومية وتقوية مكانتها ومضاعفة الغلاف المالي المرصود لها، نرى كيف أنها ستتراجع إلى الخلف لكي تفسح المجال أمام لوبيات القطاع الخاص لكي يتفننوا في جزارة المواطنين وتعليقهم من كراعيهم.
وهي مناسبة أمام الدكتور سعيد أولباشا لكي يعيد فتح عيادته الطبية الخاصة في الرباط، والتي أغلقها بعد توليه مسؤولية كتابة الدولة في التكوين المهني وإنعاش الشغل. فهذه فرصة لا تعوض لكي ينعش سعادة الدكتور الشغل في عيادته بعدما ينجح في انتزاع حقيبة كتابة الدولة في الصحة. وكما يقول المثل «الساقي يسقي راسو».
ولعل أكبر دليل على أن وزارة الصحة تتعامل مع صحة المواطنين باستخفاف كبير هو فرضها مباراة الدخول على الممرضين المجازين خريجي معاهد تأهيل الأطر لاختيار بضعة عشرات من آلاف الخريجين، مع أن مستشفيات المملكة بحاجة إليهم جميعهم. ولعل بيد الله استوعب رسالة المقاطعة التي بعثها إليه هؤلاء الممرضون عندما امتنعوا عن اجتياز المباراة. وإذا كانت هذه المقاطعة قد مرت بسلام في بعض المدن إلا أنها في العيون كلفت خريجي معهد تأهيل الأطر هناك خمسا وعشرين حالة كسر وجرح في أوساط الخريجات، من بينهن ثلاث خريجات حوامل لم تحترم قوات التدخل السريع وضعهن الإنساني. زيادة على اعتقال خريجتين ووالدة إحداهن وإشباعهن سبا وشتما.
فيبدو أن وزارة الصحة تريد أن تهمش الممرضين المهنيين، وتشجع المستشفيات العمومية والخاصة على تشغيل ممرضات وممرضين لا علاقة لهم بالمهنة يخلطون قراعي الصيروم بقراعي سانيكروا. وأعرف مصحة خاصة في الرباط تشغل ممرضات كن إلى وقت قريب عاملات نظافة في المصحة، قبل أن تتم ترقيتهن إلى منصب ممرضات يضربن الشوكة للمرضى بعد أن كن يضربن الجفاف.
وعندما تسمع مثلا أن مندوب وزارة الصحة بالفنيدق، والذي ليس شخصا آخر غير ابن أخت الشيخ بيد الله وزير الصحة، فتح منذ أسبوع مريضة في الستين من عمرها قبل أن يكتشف أنه أخطأ التشخيص وأنه مطالب بخياطتها على وجه السرعة ليتركها في حالة مزرية، تكتشف أنه ليس فقط هناك هواة بين الممرضين والممرضات، ولكن أيضا حتى بين الأطباء.
الحاصول فهاد البلاد اللهم ملقاك فالفندق مع البغال والحمير ولا ملقاك مع شي أطباء وفراملية فشي سبيطارات.